مدونة مذكرات ثائرة مسلمة: الالتزام بالاخلاق من دلالات قوة المؤمن وتوازنه النفسي

لماذا مدونة مذكرات ثائرة مسلمة

اخواتى المسلمات فى كل مكان


اننى اخت مسلمة ولا ادعي الالتزام ولكنى احاول ان ارضى ربي سبحانه وتعالي \
ولاننى عملى ومهنتى فى الكمبيوتر والانترنت ازهلني ماقرات منذ ايام من الدعوة الصريحة الى الفسق والفجور

واصبحت ثائرة ثورة عارمة عندما قرات عن العلمانية التى تحرض بنات العرب على الفحش بدعوى الحرية
فقلت لابد من الرد

ولكنى لست عالمة اسلامية ولا كاتبه فاحاول جاهدة ان اجمع بعض المقالات عن العفة والفضيلة فى الاسلام


فساعدونى فى نشر هذه المدونة لتكون ردا لها لعلها تقرأ بها ولو جملة تكون سببا فى هدايتها جزاكن الله خيرا

السبت، 19 نوفمبر 2011

الالتزام بالاخلاق من دلالات قوة المؤمن وتوازنه النفسي

الالتزام بالاخلاق من دلالات قوة المؤمن وتوازنه النفسي


المسلم مأمور بحسن الخلق والتعامل مع الغير بالمنهج الرباني الذي حثَّ الناس على التعامل بالحسنى، ولذا نجد كثيراً من النصوص في الكتاب والسنة حثت المسلم على الالتزام بتعاليم الإسلام من كرم وصدق ووفاء بالمواعيد والمواثيق إلى غير ذلك، ولكن يجد البعض أنه ومن خلال تعامله الإسلامي النبيل يصطدم بصخرة الاستهزاء من الناس ويرون أنه ضعيف ولا يحسن التعامل في زمن المادة والنفاق الاجتماعي، التحقيق التالي يحاول مناقشة الموضوع، وذلك من خلال أهمية التزام المسلم بالأخلاق الإسلامية، وأثر ذلك عليه وعلى المجتمع؟ وكيفية الرد على من رأى أن المسلم الملتزم بالأخلاق الإسلامية مجرد شخص ضعيف وساذج، وكذلك أثر الالتزام بالأخلاق الإسلامية في حياة الناس وسمو العلاقة بينهم.. وكانت حصيلة
التحقيق ما يلي:
بداية تحدث فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن محمد المجلي (عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام) قائلاً: الأخلاق الحسنة هي أخلاق الإسلام التي حثَّ عليها ودعا إليها وهي مرتبطة بالإيمان ارتباطاً وثيقاً في كثير من النصوص الشرعية لأهميتها وآثارها في حياة المسلم الدينية والدنيوية.
وكلما سادت الأخلاق الحسنة في حياة الناس عمتهم الطمأنينة والمحبة والمودة وشاعت روح الأخوة والألفة بينهم وكلما فشت الأخلاق السيئة بينهم دبَّت الفرقة وترسخت العداوة وعمتهم الفوضى والتناحر وهذا مشاهد ومحسوس في المجتمعات الصغيرة والكبيرة على حد سواء..
اتزان التصرف
الأخلاق الحسنة كما يقول علماء الإسلام كل واحدة منها وسط بين خلقين فاسدين أحدهما يأخذ جانب الإفراط والثاني يأخذ جانب التفريط. ومن أخذ بالخلق الحسن على صورته الشرعية التي لا إفراط فيها ولا تفريط ولا غلو ولاجفاء فلا شك أنه سوي الشخصية متزن التصرف سليم الفطرة لا مدخل لأحد عليه، ولذلك من علا خلقه علت منزلته عند الله تعالى ثم عند الخلق وأقر له بالفضل أعداؤه قبل أصدقائه، أما من أضطرب معيار الخلق عنده حتى ولو كان عليه مظهر التدين فهو الذي عرض نفسه لنقد الآخرين وإساءتهم إليه، ولا يعني هذا تبرير أفعال الناقدين الشاتمين فهؤلاء بأفعالهم السيئة وتصرفاتهم غير السوية ونقدهم للآخرين بغير حق لا شك أنهم مخطئون ويخشى عليهم من الإثم ومن سلك سبيل الصلاح الشرعي أحسن إلى نفسه وأحسن إلى الآخرين ومن حاد عنه أساء إلى نفسه وأساء إلى الآخرين….
حسن الخلق
كما قال الأستاذ: طارق حسن السقا.. داعية ومعلم بالرياض.
الخلق هو مجموعة المبادئ والقيم التي تنظِّم سلوك الإنسان والتي حددها الوحي، ووضع لها من الضوابط ما يحقق الغاية من وجود الإنسان على الأرض.
وليس حسن الخُلُق هو المعرفة بالأفعال الجميلة، – ولا القدرة على فعل الجميل.أنما حسن الخُلُق هو فعل الفعل الجميل بسهولة ويسر دون تكلف ولا إعداد ولا تحضير.
ولا بد أن يذكر بعضنا بعضاً بأن هناك علاقة بين الإيمان وحسن الخلق. فحسن الخلق ما هو إلا ثمرة من ثمار الإيمان. كما أنه لا يصدر إلا عن إنسان طيب اقترب من ربه، وعمل من الأعمال التي يحبها الله ورسوله ما جعل ثمار هذه العبادات تظهر في شكل مردود أخلاقي.
كما يجب أن يذكر بعضنا بعضاً من حين لحين بأن سوء الخلق دليل على ضعف الإيمان. ففي مجتمعاتنا أناس، قد يستسهلون أداء العبادات المطلوبة، ويظهرون في المجتمع العام بالحرص على إقامتها – في الوقت نفسه – يرتكبون أعمالاً يأباها الخلق الكريم والإيمان الحق.
تعثر الأقدام
لقد أصبح لدينا صنفان مرفوضان ذو خلق سيئ العبادة، وعابد سيئ الخلق.
هذا الصنف دائماً ما يرفع عقيرته في كل وقت وحين وهو يرد المقولة العرجاء “ربك رب قلوب” ولكن نبي الإسلام توعَّد هؤلاء الخالطين، وحذَّر أمته منهم. فلما سأله رجل وقال له: يا رسول الله، إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: “هي في النار” ثم قال: يا رسول الله فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط – بالقطع من الجبن – ولا تؤذي جيرانها. قال: “هي في الجنة!” رواه أحمد.
إن غياب المسلمين عن ريادة الأمم وقيادة الشعوب لم ينتج إلا بسبب تخليهم عن مكارم الأخلاق، وبحثهم عن القيم الغربية تارة، و الشرقية تارة أخرى لتكون بديلاً عمَّا جاء به الإسلام. فتهنا وتاهت خطانا، وتعثرنا وتعثرت أقدامنا، وتشوَّهت شخصيتنا ولم نحصل لا على بلح الشام ولا على عنب اليمن، ولا بد أن نذكِّر المسلمين من حين لحين أن الأخلاق الفاضلة تقرب صاحبها من الله ورسوله، وهي مقياس يقيس به العبد منا درجة قربه من ربه، وهي أثقل ما يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة، وهي من خير ما أعطي الإنسان.
مجتمع المحبة والإخاء
لا بد أن نذكِّر المسلمين بأن: المجتمع الذي يعيش أفراده تحت ظلال الخلق الحسن، والسلوك القويم هو مجتمع قوي. فهو أكثر، تماسكاً، وتراحما،ً وتغافراً، وتكاملا.ً فهو المجتمع الذي تسوده المحبة والإخاء. وهو المجتمع الذي تتفشى فيه ثقافة العفو عن الزلات، وتفريج الكريات، ورحمة الضعيف، واحترام الكبير، ونجدة المنكوب، ونصرة المظلوم، وكل هذه من سمات المجتمعات المتحضرة.
وقد يرى بعض من في عينيه رمد بأن صاحب الخلق الطيب أو السلوك القويم هو شخص ساذج أو ضعيف. وللأسف فهذه ثقافة منتشرة بين قطاعات عريضة في المجتمع. ولكن في أذن هؤلاء نهمس ونقول: إن الأخلاق الطيبة بكل تفريعاتها هي أمور مأمور بها المسلم، وهي من الإسلام، والله أمرنا بها.
وبما أن تفريعات الأخلاق الطيبة: من كظم الغيظ، والعفو عن الزلات، وتفريج الكريات، ورحمة الضعيف، واحترام الكبير، ونجدة المنكوب، ونصرة المظلوم هي أفعال يحبها الله ورسوله، فلا بد أن ينزعج الشيطان من هذا الأمر. وهنا يلعب الشيطان دوره في إفساد هذه الأمور بل ويباعد بيننا وبينها.
محاور الوسوسة
وهنا تبدأ حلقات الوسوسة الشيطانية في نفوس الناس. وتكون هذه الوسوسة على محورين:
أولاً: إما أن ينشط الشيطان الرجيم ويوسوس في نفوس أصحاب الأخلاق الطيبة. ويجعلهم يتخلون عما يقومون به بل ويجعلهم يشعرون بالندم عقب كل معروف يسدون، أو خير يفعلون، أو تضحية يقدمونها. ويظل أصحاب الأخلاق الطيبة على هذه الحالة حتى لا يكفرون بالخلق الحسن وحسب، بل ويجعلهم يتبنون أفكاراً أنانية، أمثال “صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي”. و”الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح” و”ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع”. إلى آخر هذه الفلسفات الكسيحة.
ثانياً: وإما أن يوسوس في نفوس الناس ويجعلهم يرون الجميل قبيحاً والقبيح جميلاً. فيرون هذا المضحي ضعيفاً، ويرون هذا المتسامح جباناً، ويعتبرون هذا المحترم ساذجاً، ومن ثم ينفر الناس من هذه الأخلاق وممن يتحلون بها؟ ويترتب على ذلك تفشي الأخلاق السيئة في بلاد المسلمين وهذا والله من عمل الشيطان.
ولكل من قال بأن صاحب الخلق الطيب ما هو إلا ساذج أو ضعيف أسوق هذه الواقعة التي حدثت مع أناس نعرفهم.
قمة التسامح
حدث أن تأثر مجموعة من الشباب الملتزمين بما يحدث لإخواننا المسلمين في غزة. فتطوَّع شاب لتجميع بعض التبرعات من أغنياء البلدة التي يعيش فيها. وذهب هذا الشاب إلى أحد التجار الأغنياء وطلب منه تبرعاً للمسلمين في فلسطين. فما كان من الغني إلا أن قابل طلب هذا الشاب بأن بصق في وجهه، ولم يكتف بذلك، بل انهال عليه سباً ولعناً. فنظر إليه الشاب وهو يخرج من جيبه منديلاً، وبه مسح بصاق الغني من على وجهه وقال له متبسماً ضاحكاً:
هذا حقي وأنا متسامح فيه ولكن أين حق إخواننا في فلسطين؟!
فنظر إليه الغني وهو في قمة الحرج والتأثر، واقترب منه، وضمه إلى صدره، والدموع تملأ عينيه، واعتذر عما بدر منه بكل صنوف الاعتذارات. وأعطاه وأجزل له العطاء أكثر مما توقَّع أن يأخذه منه. وتعاهد للشاب أن يكون في ماله حق معلوم للسائل والمحروم والفقير والمحتاج في كل مكان يدفعه في بداية كل شهر.
فهم عميق
إن الذي جعل الغني يلين في يد الشاب ليس ضعف الشاب ولا سذاجته، إنما قوة أخلاقه وسعة صدره، وحلمه, وتسامحه، وفهمه العميق لدور أصحاب الأخلاق الطيبة في المجتمعات التي يعيشون فيها. وهنا نتساءل:
ألم يكن في استطاعة هذا الشاب أن يرد اللعنة لعنات، البصقة بصقات؟
ألم يكن في مقدور هذا الشاب أن يطرح الغني أرضا وينهال عليه ضرباً وركلاً؟
لكن أصحاب الأخلاق الطيبة يعلمون ويدركون ويفقهون ما قاله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.
فليس هذا ضعفاً ولا جبناً ولا سذاجة إنما هي قوة الأخلاق الطيبة التي لا تعادلها قوة.
فلنتحرك في مجتمعاتنا بهذا الفهم،وهذا الفقه الذي لا يصدر إلا عن قوم رضي الله عنهم ورضوا عنه، لننعم وتنعم مجتمعاتنا في ظل تعاليم هذا الدين العظيم.
وتحدث د. عبدالرحمن جميل قصاص أستاذ مشارك بجامعة أم القرى بقوله: إن لأهمية التزام المسلم بالخلق الإسلامي أثراً بالغاً عليه، وعلى أسرته، ومن ثم على المجتمع قاطبة، حيث يظهر هذا من خلال تحسين سلوكه في نفسه ومع سائر الناس، وفي حياته العلمية والعملية، فتحسن أقواله وأعماله، ويكثر محبوه، ويقل شانئوه.
كما أن الالتزام بالخلق الإسلامي يحلي صاحبه بحلية الأدب والشجاعة وحسن التصرف، وإن رأى بعض الناس من وجهة نظرهم الخاصة – أنه ضعيف حين يعفو عند المقدرة عمن ظلمه، أو أساء إليه، أو عندما يتنازل عن بعض حقه لخصمه بطيبة نفس. والمتهمون للعافين عن الناس والكاظمين الغيظ والمحسنين كُثُر، لكن ينبغي أن لا نعتني بتهمهم لغيرهم، لأن هذا الأمر – أي العفو والخلق الحسن – مطلوب شرعاً عليه الأجر الأكبر قال الله تعالى: {أَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }. وقال الله سبحانه: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
تحقيق – أم عبدالله العتيبي
"اللهم انى اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعلمه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق